السبت، 6 مارس 2010

فنجان قهوة آذار

أذكرك صباح مساء كلما حانت طقوس إحتفال القهوة
عامان...
عامان كاملان لم أشربها وحدي قط..
عامان معك صباح مساء..
أنام وأصحو معك وبك ولك...

عامان.. كنت ظلي، أكثر من ظلي
كنت بداخلي.. كنت حبيي
عشيقي..
كنت زوجي..
وأب أطفالي المُنتظرين..

كم رسمنا ألوان بيتنا الدافئة...
ألوان فنان ٍ وفنانة..
كم حلمنا بزفافنا... بشهر عسلنا هناك عند البحر..

عامان...
كم مليون مرة روينا حكايا عن طفلانا الموعودان باسل وغزل!
كم مليون مرة نادوك الأصدقاء باسم " أبا باسل"
وكم تناقشنا من سيشبهون اكثر؟ أنا أم أنت!
أردتهم شبهك.. كل أطفالي شبهك..
حتى أنا أردت أن أشبهك لكثرة عشقي لك..

حزني بك... يجتاحني فجأة وسط زحام النهار
ويبقى مصاحباً لي حتى أغفو باكية على حضن حنون أخر...

يخجلني انك مازلت بداخلي..
بات الحديث عنك يقتلني..
فعلاً يخجلني انك لا تزول من قلبي وقابع هناك..

يأتيني حزني وأنا مشغولة بغيرك..
كأنك تريد أن تقيدني بك حتى لا أنساك..
حينها..
أتدارك لهفتي للقاءك... وأتجاهل إتصالاتك..
وأحاول أن أكون لغيرك!
أن أحبَ غيرك مرة واحدة وأخيرة..

حبيبي.. لم يعد بوسعنا أن نحب أكثر فالدرب إنقطع
وقهوتي ... مازلت أشربها صباح مساء..
ولكن مع غيرك
لكنك تأبى أن تفارق الوسط ..
تتوسط بيني وبين أي رجل آخر

أحاول الغرق في بحر غير بحرك اللامُنتهي...
ولكن أمواجك تعاود سحبي دون إنذار
تفاجئني... تأخدني لذكرياتنا معاً...
أحاول وأحاول وأحاول
أقاومك...
أقاوم قلبي..
وعيناك اللوزيتين المائيتين اللتان أعشقهما
واللّتان كانتا تعشقاني بلهفة!!!
أحاول إستبدال لونهما بلون آخر بعيداً عن خضارهما مسافات ومسافات

لكنك تتوسط كل العيون...
دائما هناك... عيناك شفتاك ذراعاك
أنفاسك الحارقة عشقاً وعطشاً لجسدي
وشفتاك الذائبتان بورد شفاهي...
يا ساكن الروح،
علّك هذا الشهر ترحل عني اخيراً
فقد قررت النوم في عيون آخر.. أكثر حناناً وأماناً
قررت أن أهرب منك... إلى.. لا أعلم إلى أي العواصف أتجه
ولكنها عاصفة غير عواصفك...

لست أدري ما هذه الموجة التي أعلق بين طيّاتها..
غير مدركة طريق الخروج إلى الشمس..
أما آن لموسم الحزن أن يرحل مع قدوم آذار... شهر ميلادي!